وأشار د. علي جمعة إلى أن تعدد الأحزاب للتيار الإسلامي سيشتت الأصوات، ويضعف من وجود التيار الإسلامي على الساحة السياسية.
وأكد جمعة أنه لا بد من تحقيق التنسيق بين التيارات الدينية المختلفة عن طريق الحوار بين تلك التيارات، وقال: "نحن أمة الحوار، وقد وضعنا منذ سنوات مشروع كلمة سواء بين المسلمين وغير المسلمين، فما بالنا بين المسلمين وأنفسهم، وما بالنا بين أهل السنة أنفسهم، وما بالنا أكثر بين المصريين أنفسهم، ففكرة الجلوس والحوار هي فكرة واسعة تشمل كل القضايا".
وعن العوائق التي تمثل مشكلة في إطار التعاون بين تلك التيارات أشار مفتي مصر إلى أنه لا توجد عوائق حقيقية للتعاون والتنسيق بين فصائل التيارات الإسلامية وقال: "لو وجدت عوائق فهي عوائق نفسية، وأخشى حتى أن يكون ما نتوهمه من وجود أسس فكرية هي سبب الخلاف أن يكون سببها الرئيسي عوائق نفسية أيضا، لأنه عندما نأتي في كم المشترك الذي بيننا نجده أكبر بكثير مما نحاول أن نظهره خلافاً بيننا".
انغماس في السياسة
وحول رؤية البعض بأن التيارات الإسلامية ابتعدت عن العمل المجتمعي والدعوة وانغمست في العمل السياسي أوضح د. علي جمعة أن التيار الإسلامي في مصر أوسع بكثير من حصره في فصائل بعينها، فهناك فصائل تعمل في السياسة وأخرى تعمل في العمل الاجتماعي.
وقال: "ليس معنى الانغماس في السياسة أن الجميع ترك العمل الدعوي والاجتماعي وذهب للعمل السياسي، فهذا غير متصور، والذي نتصوره أن الناس بطبيعتها تحب الدين، وبالتالي نرى في الفصيل الواحد من يعمل بالسياسة وآخر يعمل في الاقتصاد، وثالث في الجانب المجتمعي.
وعن عودة عقد لقاءات وندوات سياسية في المساجد رفض د. جمعة استغلال المسجد لتحصيل مكاسب سياسية لحزب أو لغيره، وقال :" إن المسجد أوسع من هذا وأرحب في أن يختزل في الدعاية السياسية لحزب أو تيار، ومع ذلك إذا كانت هناك ندوات تجمع المسلمين وتوحدهم فذلك من دور المسجد أما حصره على ندوات سياسية للدعاية لحزب أو فصيل فذلك اختزال لدور المسجد الكبير".