موقع الشيخ عبدالعزيز حسب حسوب
مرحبآ بزوار
مــــــــــــــنــــــــــــــتـــــــــــــــدى
الشيخ عبدالعزيزحسب احمد
حـــــــــــــــســـــــــــــــــوب
نتشرف بتسجيل
موقع الشيخ عبدالعزيز حسب حسوب
مرحبآ بزوار
مــــــــــــــنــــــــــــــتـــــــــــــــدى
الشيخ عبدالعزيزحسب احمد
حـــــــــــــــســـــــــــــــــوب
نتشرف بتسجيل
موقع الشيخ عبدالعزيز حسب حسوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ عبدالعزيز حسب حسوب
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحوار الهندو إسلامي.. نحو قراءة أكثر انفتاحية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمودابوعبده
مدير المنتدى
مدير المنتدى
محمودابوعبده


عدد المساهمات : 80
نقاط : 240
تاريخ التسجيل : 24/02/2011
العمر : 35
الموقع : www.mahmoudabdo201328@yahoo.com

الحوار الهندو إسلامي.. نحو قراءة أكثر انفتاحية Empty
مُساهمةموضوع: الحوار الهندو إسلامي.. نحو قراءة أكثر انفتاحية   الحوار الهندو إسلامي.. نحو قراءة أكثر انفتاحية I_icon_minitimeالأحد 07 أغسطس 2011, 3:57 pm


من بين المحاور المتعددة للحوار الهندو إسلامي، يبرز المحور الثيولوجي (العقائدي أو اللاهوتي) الأكثر إشكالية وتعقيدا، ولكنه يبقى، حسبما يؤكد المعنيون بالحوار الديني عامة، والحوار الهندو إسلامي خاصة، الأكثر أهمية وإلحاحا لإزالة الركام الذي خلفته الصراعات البينية نحو الآخر، والتي أدت بالواقع الهندي إلى غياب السلام الاجتماعي، وتحوله إلى ساحة قتال، أو توتر في أحسن الأحوال، مستمر.

وقد عرض موقعا interfaith dialogue وglobal dialogue (على الرابط الموجود نهاية المقالة) لدراسة هامة، باللغة الإنجليزية، معنية بالحوار الهندو إسلامي باعتبار الطرفين يمثلان رافدا مهما في النموذج الحضاري الهندي كحل لمعضلة أرقت هذا النموذج على مدى ألفية كاملة، وبرزت كإحدى كبرى المشكلات المجتمعية، رغم وجود مشاكل أخرى ملحة على الساحة، كانتشار الفقر والمرض والأمية، في حقبة ما بعد الاستقلال.

فصل الثيولوجي عن التاريخي والسياسي

تعتمد الدراسة في بداياتها المنهجية الإقصائية، إذ تعدد المحاور التي ينبغي استبعادها من الحوار الهندو إسلامي على المستوى الثيولوجي قبل عرض المحاور الأساسية لموضوع الدراسة. ويبرز المحور التاريخي / السياسي كأحد أبرز المحاور الإقصائية، والذي تؤكد تجربة الحوار الديني الإسلامي اليهودي المسيحي مسؤوليته المباشرة عن إجهاض الحوارات الدينية على المستوى الثيولوجي.

فالذهنية الهندوسية على المستوى الثيولوجي لا بد أن تتجاوز التأطير لوجود المسلمين على أرض شبه القارة الهندية كغزاة محتلين، والذي يتبعه التأطير للعقيدة الإسلامية كعقيدة إمبريالية مادية تتعارض في خط مستقيم مع الروحانية الهندوسية، قبل ولوجها حجرات الحوار الديني. غير أن هذا لا ينفي بحال أهمية هكذا قضايا، والتي ينبغي، بل لا بد لها، أن تطرح في سياق حوار سياسي تاريخي (لا سيما أن التاريخ في شبه القارة الهندية، بحسب العديد من الدراسات، قد عانى إشكاليات كثيرة على مدى الألفية الأخيرة كالتحيزات واللاموضوعية بسب ما واجهه المؤرخون الهندوس من ضغوط لكتابة التاريخ من وجهة نظر هندوسية في الإطار الديني، ووجهة نظر هندية في الإطار القومي، ولم يختلف الحال كثيرا عند المؤرخين المسلمين الذين خضعوا للضغوط الدينية الإسلامية والقومية في باكستان وبنجلاديش، هذا بخلاف الدور البريطاني في طمس المعالم الحقيقية لتاريخ شبه القارة الهندية لأهداف إمبريالية).

أما الحوار الثيولوجي فيتعلق بـ "المباحث والقضايا ذات التأثير على إدراك كل من المسلمين والهندوس لعقائد الدين الآخر وتأثير هذه الإدراكات على الحياة اليومية لكلا الفصيلين". وتبدأ هذه المشكلات الإدراكية بأن الغالبية الغالبة من المسلمين ينظرون إلى الهندوس باعتبارهم وثنيين.

وتمثل هذه النظرة معضلة كبرى في ديانة توحيدية صارمة مثل الإسلام تحرم التجسيد في مجالات الفن، وتعتبر صناعة وتبجيل الأيقونات والرموز من الشركيات. ولا يقف سجل الاتهامات ضد الهندوس عند حد الشرك والوثنية، بل بالكفر والجحود بالإله الخالق في العقائد اليهودية والمسيحية والإسلامية. وينبني على هذه النظرة الثيولوجية عبثية، بل وحرمة الحوار الديني البيني مع الهندوس بزعم أن الحوار لا يتم إلا مع قوم تربطهم بالمؤمنين علاقات المودة، ومن ثم تضييق دائرة التحاور لتقتصر على المؤمنين وحدهم.

وفي هذا السياق تؤكد الدراسة أن جهود المسلمين في الحوار الديني البيني لم تكن كافية حتى مع أهل الكتاب أنفسهم، والذين تجمعهم بهم روابط تاريخية وثيولوجية، وتورد في ذلك تفسيرا، تصفه بالمتحيز، للمفكر الهندوسي "أ. توينبي"، والذي يؤكد فيه أن "الديانات الإبراهيمية الثلاث، والتي تنتمي إلى نفس الجذور التاريخية تميل دائما للحصرية وعدم التسامح، فضلا عن توجهها الدائم لتثبت لنفسها الصلاحية المطلقة... فالمسلمون الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب الرسالة الخاتمة، قد نظروا إلى هذه الرسالة باعتبارها تحمل عوامل صلاح وإصلاح ذاتية، ومن ثم، لم يبدوا اهتماما تاريخيا بالحوار الثيولوجي أو الفلسفي مع أصحاب العقائد الأخرى، إلا في المجتمعات التعددية التي يشكل فيها المسلمون أقلية".

كذلك يشير "توينبي" إلى أن "السياق التاريخي قبل بداية الحقبة الإمبريالية قد ساعد المسلمين على الإحساس بالاستعلاء الديني، الأمر الذي جعلهم غير مهتمين بالبحث في قضية طبيعة انتمائهم الديني المحض والانصراف عن ولاءاتهم القومية، مما كان له أكبر الأثر على أصحاب الديانات الأخرى في المجتمعات التي يعيشون بها...".

الانفتاحية القرآنية على الآخر

غير أن الدراسة تؤكد أن القرآن الكريم يحفل بالآيات التي تدعو المسلمين للحوار مع أصحاب الديانات الأخرى، فالقرآن يؤكد أن الله قد خلق الإنسان، كل الإنسان، وكرمه، وعهد إلى المسلمين بتبليغ رسالة الإسلام إلى الناس كافة، كما أن القرآن الكريم هو خطاب إلهي إلى الناس جميعا، وليس خاصاً بالمسلمين وحدهم، والآيات التي تؤكد عالمية هذه الرسالة كثيرة.

كذلك هنالك العديد من الآيات التي تدلل على أن عدل الله ورحمته يتسع للجميع، بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، هذا إضافة إلى ما يحويه القرآن بين دفتيه من الآيات التي تشير إلى أن تعدد الأديان هو في حقيقته سنة ربانية وركنا ركينا من "التصميم الهندسي الإلهي" للمجتمع البشري العالمي، وليس انقلابا على الواقع، وآيات أخر تؤكد على رفض الشريعة الإسلامية المطلق لمبادئ الإكراه الديني، (بل إن نفي الإكراه المادي والمعنوي يحمل معاني نفي الضغط الإغرائي للدخول في الإسلام جنبا إلى جنب مع معاني القسر والجبر، وهو بهذا يسمق بالحرية الإنسانية إلى آفاق أبعد من التي أرادتها المذاهب الهيومانية وطروحات الحداثة والتنوير، والتي، وإن نفت القهر والقسر، لم تنف الإغراء والإغواء)، وأن مهمة الرسول تنحصر في تبليغ رسالة الله إلى خلقه، وأن القرآن الكريم لم يأل جهدا في الدفاع عن التسامح الديني وقبول الآخر. والحقيقة أن الدراسة قد أفردت مساحة كبيرة لسرد هذه الآيات لا يتسع المقام لبسطها، ويمكن الرجوع إليها في نص الدراسة.

وتستعين الدراسة بخبرات الحوار الإسلامي المسيحي اليهودي لتشير إلى كارثية انطلاق الحوار من نقطة تصور كل دين لفكرة الألوهية، رغم أن العديد من الثيولوجيين يعتبرونها البداية الطبيعية، ومن ثم، فإن فشل الحوار الهندو إسلامي الذي ينطلق من تصور كل طرف للألوهية يصبح أمرا حتميا.

إن أحدا من المسلمين، باستثناء "محمد إقبال" الذي أكد في إحدى قصائده على: "الكافر ذو القلب المتيقظ الذي يسجد للصنم أفضل من المؤمن النائم في المعبد"، لن يتقبل فكرة 330 مليون إله هندوسي حتى لو لم يكونوا آلهة بالمعني الثيولوجي في الإسلام وإنما مجرد أيقونات للحقيقة المطلقة!!

فالتوحيد في الثيولوجيا الإسلامية توحيد مطلق لا يقبل مقاربات التجسيد الإلهي. وإذا كان هذا المحور هو الإشكالية الكبرى في الحوار الإسلامي المسيحي، فإن الأمر يزداد تعقيدا في الحوار الهندو إسلامي، لأن العقيدة المسيحية، برغم أنها تجعل المسيح تجسيدا للإله، إلا أنها تعتقد في إله واحد خالق للكون، ومن ثم فهي، بحسب الثيولوجيا الإسلامية لا تسقط في فخ الوثنية الكاملة.

وإذا كانت الدراسة تؤكد على أهمية إقصاء محور التصور الهندوسي للألوهية عن الحوار الهندو إسلامي، فإنها تضع بدلا منه محورا آخر هو الخبرات والتجارب الهندوسية في الشأن الإلهي، وتشير في هذا السياق إلى أن قصائد الشاعر الهندي الكبير "طاغور" دائما ما تجد طريقها إلى قلوب المسلمين، رغم كونه هندوسياً. بل إن ثمة مماثلة بين التصوير البشري للإله الذي يستخدمه "طاغور" بطول قصائده وعرضها، وبين ما يعج به الأدب الإسلامي من استعارات وتشبيهات تجسيدية، بل ما يستخدمه القرآن نفسه في مثل قوله "خلقنا لهم مما عملت أيدينا..." و"إنك بأعيننا..." إلى غير ذلك.

وتعود الدراسة مرة أخرى إلى المنهجية الإقصائية التي بدأت بها في سياق العرض لبعد آخر هو الغرض الثيولوجي من الحوار الهندو إسلامي، حيث تؤكد أن العديد من الثيولوجيين يقعون في خطأ فادح عندما يجعلون "التماثلية الثيولوجية" على رأس قائمة أهداف الحوار الديني الثيولوجي.

إن وضع هكذا أهداف من شأنه أن يوقع الحوار الديني في شراك الفشل قبل أن يبدأ؛ لأن الثيولوجية لا يمكن أن تقبل بمبادئ التماثلية أو الحل الوسط، التي يمكن أن ترتضيها أطراف الحوار الديني في مستويات أخرى، كالمستوى التاريخي والسياسي والاجتماعي أو حتى الفقهي.

وتوضح الدراسة صعوبة هذا المبدأ بأن "الوثنيين الهندوس لن يتنازلوا عن بعض من آلهتهم المتعددة، والموحدين المسلمين لن يضيفوا إلى إلههم الواحد لتحدث هذه التماثلية" أو أن يصل الحوار إلى نقطة التلاقي. أما الصياغة الأكثر عمقا ووعيا لأهداف الحوار الثيولوجي فينبغي أن تكمن في "فهم التجربة الدينية للآخر" بعيداً عن آليات التحليل النقدي لطروحات الألوهية عنده، أو (كما أكدت خبرات الحوارات الدينية السابقة) الدمج بين العقيدتين في عقيدة واحدة.

المشتركات الثيولوجية

في هذا الباب تنزع الدراسة نزوعاً صوفياً - شأنها في ذلك شأن العديد من الدراسات المعنية بالحوار الهندو إسلامي- للتأكيد على أن "المسلمين والهندوس جميعا لا يقفون على تأطيرات مادية بحتة، وإنما يؤمنون بالنموذج الروحاني كحقيقة مطلقة". إن هذه اللازمانية واللامكانية التي يتمتع بها المؤمن في الإسلام والهندوسية على السواء هي التي ينبثق عنها منظومته الغائية والمعيارية، بمنأى عن الفلسفات والنماذج الفكرية المادية، بل بمنأى عن العالم المادي المحيط به.

كذلك فالنظرة الإسلامية والهندوسية إلى حركة الحياة ليست نظرة تجزيئية تفكيكية تخضع لقوانين الطبيعة الصارمة، أو لقواعد العلم الجامدة، بل إن أوجه الحياة المتشابكة وحركتها الدائبة ترد جميعها إلى منظومة كلية تكاملية هادئة يسعى المؤمن إلى الانسجام والتوحد معها عبر ممارساته الدينية، ويتجلى ذلك أكثر ما يتجلى في اليوجا الهندوسية والصلاة الإسلامية.

فالهندوسية والإسلام لا يسمحان بتشعيب الحياة إلى وحدات منفصلة ومجالات متباعدة: علماني وديني .. خاص وعام .. داخلي وخارجي، بل إلى جمع شعاثها في إطار روحاني فضفاض يربط بين السماء والأرض، والمطلق والنسبي، والمغيب والمشهود في تناغم رقراق وروحانية شفافة.

كذلك يبرز مصدر المعرفة كأحد أهم المتشابهات بين الإسلام والهندوسية. فإذا كان العقل في الحضارة اليونانية القديمة وفي المنظومة المادية الغربية الحداثية هو أعلى الملكات البشرية والمصدر الأوحد للمعرفة المطلقة، فإن الإسلام والهندوسية يؤكدان على ملكات إنسانية أخرى أرقى من العقل (رغم عدم إجحافها به)، وترفض النظر للإنسان على أنه مجرد معادلة رياضية جامدة أو عقل محض. فالمعرفة الداخلية والخارجية لها مصادر متعددة إضافة إلى العقل، يأتي في مقدمتها القلب الذي يعد منبع الحكمة وموطن الحدس الإنساني الصادق.

كذلك يمثل الفعل الأخلاقي أحد أبرز المشتركات الهندوسية الإسلامية. فالإنسان في كلا الفكرين مخلوق كريم ذو إرادة حرة، ومن ثم فهو مسؤول عن أفعاله النابعة من إرادته، والواجب تجاه الخالق لا ينفصل عن الواجب تجاه المخلوق، ولا ينفك عنه، بل يدوران معاً في فلك واحد، وينصهران في نفس المنظومة الحقوقية. ومن ثم يصبح الفعل الأخلاقي هو الهدف الأسمى لكافة الممارسات الدينية، بل يمثل الغائية العامة لمجمل الدين.

الحوار التحتي يسبق الحوار الفوقي

وفي السياق نفسه، تؤكد الدراسة على وقوع عمليات استيعاب كبرى على المستوى الديني الثقافي في البيئة الهندو إسلامية. فإذا كان كلا الفصيلين يميلان للتعبير والتأكيد على الاستقلالية الذاتية، إلا أن الحقيقة التاريخية المجردة تؤكد أن الإسلام الهندي -على المستوى الشعبوي التحتي، يحمل الكثير من الملامح الهندوسية، وأن العديد من الهندوس، على نفس المستوى، قد استوعبوا الكثير من النموذج الإسلامي.

وتمثل الدراسة لهذا الاستيعاب بملامح التوحيد التي بدأت تتجلى في الكثير من الممارسات الدينية الهندوسية، في مقابل تمثل العديد من المسلمين للنظام الطبقي الديني ذي الأصول الهندوسية (فالمسلمون الذين تنحدر أصولهم من البيت النبوي يمثلون الطبقة الدينية العليا التي لا تختلف في كثير عن طبقة البراهمة الدينيين عند الهندوس).

وفي السياق الاجتماعي نفسه تبرز قضية المرأة في الإسلام والهندوسية كمحور تقريبي هام في الحوار الهندو إسلامي، بل تمضي الدراسة أبعد من ذلك لتؤكد على ضرورة حوار نسائي تضطلع به الحركة النسائية، والمعنيون بحقوق المرأة في الإسلام والهندوسية. أما الحيثية الأبرز لهذا الحوار فتتأتى من الدونية الاجتماعية التي تتجرعها المرأة الهندية، والتي يتم التأصيل لها دينيا بمنهجية تعسفية.

ويزداد وضع المرأة في شبه القارة الهندية سوءا عبر عمليات الاستيعاب الديني بين المسلمين والهندوس، حيث تتفشى المثالب في السياق الاجتماعي لترتدي بعد ذلك عباءة الدين وتتوشح بوشاح الشريعة. وتتنوع هذه المثالب بين المستويين الفكري النظري (مثل إضفاء هالة قداسية على الزوج تبلغ حد التأليه، بحيث يصير الزوج هو الـ "مجازي خودا"، أو الإله الأرضي، وتجذر هذه النظرة الهندوسية في أوساط المسلمين حتى أصل لها البعض على أنها جزء من الشريعة الإسلامية ذاتها، وليست استيعابا اجتماعيا للهندوسية) والتطبيقي العملي (مثل المغالاة في المهور، وما نتج عنها من آثار أضرت بالمجتمع الهندي في عمومه).

وتؤكد الدراسة على المغالطة والتعسفية في هذا التأصيل التشريعي لدونية المرأة، كما تؤكد على مكانة المرأة المرموقة في الإسلام والهندوسية على السواء، والحاجة الملحة لتحرير المرأة الهندية (التي تعد من أكثر "الأقليات" اضطهادا في العالم) من خلال عمليات تصحيح المفاهيم وإبراز الوضع الحقيقي للمرأة في كلا الدينين.

ولأن الحوار الثيولوجي معني بالإدراكات وتداعياتها الاجتماعية، كما أكدنا في بداية المقالة، فإنه بذلك يمثل المنهجية الأبرز للمرأة الهندية، مسلمة أو هندوسية، ليس فقط من أجل تبادل الدعم الروحاني والنفسي، ولكن أيضا للكفاح المشترك لتطوير آليات أكاديمية وسوسيوسياسية ووضع استراتيجيات لإحداث التغيير في البيئة الدينية الثقافية التي يعيشون فيها.

إن المسلمين والهندوس الذين تجمعهم أرض الأساطير القديمة ويتحدثون نفس اللغة وينتمون إلى نفس النموذج الحضاري العتيق ويتشاركون القيم المترسخة ذاتها يشعرون بالغربة في وطنهم بعد أن استحال الغيتو الديني إلى منفى اجتماعي، ولكن يبقى المنفى فرصة في ذاته لخلق حالة حوارية، ويظل الشعور العميق بالتشرذم والانعزالية محضا خصبا لدوافع الاندماج والإثراء لا سيما عبر بوابات الثيولوجيا الانفتاحية لواحدتين من أكبر العقائد الروحانية في التاريخ الإنساني عامة وفي النموذج الهندي خاصة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحوار الهندو إسلامي.. نحو قراءة أكثر انفتاحية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حماس وفتح تستأنفان الحوار بالقاهرة
» علاء وجمال.. منتهي الالتزام.. في رمضان يؤديان صلاتي الظهر والعصر بالمسجد.. ويحرصان علي قراءة القرآن يتلقيان الإفطار والسحور من ذويهما بالخارج.. كباقي النزلاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الشيخ عبدالعزيز حسب حسوب :: المنتدى العام :: الحوار الهادف والبناء-
انتقل الى: